أستطيع أن أقدر ما إذا كان ميدان التحرير سيصب فى صالح محمد مرسى أم أحمد شفيق، لكنى أرى أن خطاب الأخير وتناوله لملفات كثيرة وتركيزه على لقمة العيش والاستقرار ربما يؤثر فى فئات عديدة تملك كتل تصويتية معتبرة.
أقول هذا من واقع ما استقر من خبرة المرحلة الأولى، فلم يثبت بالضرورة أن الكتل التصويتية انعكاس لميدان التحرير، بدليل أن شفيق وصل للإعادة مع مرسى.. والاثنان ترغب بعض قوى الميدان حاليًا فى استبعادهما نهائيًا بطرح مقترح مجلس رئاسى يضم أبو الفتوح وصباحى والبرادعى.
لست مطمئنًا لميدان التحرير حاليًا، وأخشى أن يؤثر مسايرة الإخوان له على شعبية مرسى، فيفقد على أثرها الكتل الانتخابية التى تريد وضع حد لحالة الفوضى المستشرية وما ينتشر من شعارات مهينة للقضاء ورافضة للديمقراطية ومنقلبة عليها، تحركها ضغائن فقط، فلا خريطة طريق ولا أهداف ولا أبعاد سياسية.
وحتى لا نخدع أنفسنا.. فإن الخطاب الذى هاجم فيه أحمد شفيق الإخوان كان شاملاً واضحًا ومباشرًا.. ولا نجد فى خطابات مرسى ما يواجه ذلك، وقد ينوب عنه آخرون أحيانًا مثل عصام العريان، لكن الناس تريد أن تسمع مرشحها وترى فيه القوة المناسبة.
ما السبب فى ذلك؟.. المشكلة أن مرسى يعمل مليون حساب لميدان التحرير والقوى السياسية، فى وقت يعرف أن "الإخوان" مكروهة من الماكينة التى تحرك الميدان وأن الهدف ليس اقتلاع شفيق بقدر ما هو اقتلاع مرسى ورفض المرشح الإخوانى.. فى المقابل فإن حملة أحمد شفيق أكثر ثقة بأن الذى سيحدد المرشح الفائز هو الصندوق وليس ميدان التحرير المنقسم على نفسه والذى تصب أطروحاته الحالية فى إطار التهريج.. فكيف بدأت الانتخابات فعلاً من قبل المصريين فى الخارج، فيما الميدان يقدم صيغة المجلس الرئاسى التى استعادها من ركام أوراق تركناها قبل عام ونصف؟!
لذلك رأينا شفيق يخطب للأمام.. يتحدث عن ملفات المستقبل.. فيما مرسى غارق فى ملفات الماضى.. محاكمة مبارك واستعادة الأموال وهى قضايا – على أهميتها - قد لا يهتم بها من يصنع قوة الصناديق.
هذه المكاشفة أريد بها النصيحة لا الانتقاد.. الحقيقة لا الخداع والتنويم.وركوب الموجه