هل تعرف ابن هرمة؟! ولماذا يقال عن فلان ذلك؟
هل تعرف ابن هرمة؟! ولماذا يقال عن فلان ذلك؟
هو ابراهيم بن علي بن هرمة ، وكنيته أبو اسحاق ، وكان بخيلا ، قصيرا ، دميما ، دعيّ من أدعياء قريش ، شرّابا ، مغرما في الخمرة ، مدمنا عليها ، أتى أبا عمرو بن أبي راشد ، فاكرمه ، وسقاه إياها أياما ثلاثة ، ثم طلب ابن هرمة النبيذ ، فقال غلام أبي عمرو : لقد نفد نبيذنا ! فنزع ابن هرمة رداءه عن ظهره ، وقال للغلام : اذهب به الى النّباذ ، وارهنه عنده ، واتِنا بنبيذ ففعل . وجاء أبو عمرو ، وشرب معه من ذلك النبيذ ، وقال له : أين رداؤك يا ابا اسحاق ! ؟ فقال : نصف في القدح ، ونصف في بطنك !
كان ابن هرمة يقول :
أسأل الله سكرة قبل موتي
وصياح الصبيان : يا سكرانُ
***************
قالت جارية للخليفة أبي جعفر المنصور ، وقد رأته لابسا قميصا مرقعا ، وكان المنصور بخيلا : أخليفة وقميص مرقوع ؟ فقال لها : ويحك ! أما سمعت قول ابن هرمة :
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه
خلق وجيب قميصه مرقوعُ
**************
وقد كان ابن هرمة قد مدح المنصور مرة ، فاعطاه عشرة آلاف درهم على بخل المنصور ، لكن ابن هرمة رفضها ، فقال له المنصور : إنها كثيرة ! فقال : إن اردت اسعادي فأبحْ لي الشراب ، فاني مغرم به ! فقال الخليفة: ويحك! هذا حد من حدود الله فقال : إحتل لي بحيلة عليه يا أمير المؤمنين ! قال : نعم . فكتب الى والي المدينة : من أتاك بابن هرمة سكرانا ، فاضربه مئة سوط ، واضرب ابن هرمة ثمانين سوطا ، فصارت شرطة المدينة تمرّ به ، وهو سكران ، فينادي الواحد منهم : من يشتري الثمانين بالمئة !
وأنشد ابن هرمة ، حين منعه الحسن بن زيد ، الذي تولى المدينة سنة مئة :وخمسين للهجرة ، من شرب الخمرة ، فقال :
نهاني ابن الرسول عن الحرام
وأدبني بآداب الكرام
وقال لي اصطبر عنها ودعها
لخوف الله لا خوف الأنام
وكيف تصبري عنها وحبي
لها حب تمكن في عظامي
**************
كانت في المدينة امرأة مزواجا ، تدعى حبى ، تزوجت على كبر سنها فتى يافعا ، وقويا من بني كلاب ، فاشتكاها ابن لها هرم عند والي المدينة مروان بن الحكم ، وحين استحضرها حضرت ، فقالت لابنها : أرايت ذلك الشاب ، المقدود 1 ، العطنطط 2، والله ليصرعن أمك بين الباب والطاق أ فيشفي غليلها ، ويُخرج روحها ، دون أن تخرج روحه هو ، فقال فيها ابن هرمة :
فما وجدتْ وجدي بها أم واجدٍ
ولا وجد حبى بابن أم كلاب ِ
رأته طويل الساعدين عطنططا
كما تشتهي من قوة وشباب ِ
المقدود : الفارع الطويل
العطنطط : القوي الجسيم
********************
دخل الشاعر إبراهيم بن هرمة إلى عرس أو حفل يبتغي عندهم شيئا من الطعام ، فأطال الحديث معه أصحاب الحفل وجعلوا يتذاكرون معه في أمور
القرآن الكريم ، ولم يطعموه شيئاً فأنصرف وهو يقول: لقد حفظوا القرآن .واستظهروا كل ما فيه إلّا سورة المائدة لم تخطر على بالهم
المصدر: كتاب الأغانى للأصفهانى